مجدى الدقماق رئيس تحرير الهلاك ينفرد بأول حوار ثقافى على الاطلاق يجريه الحاج منذ توليه العمودية من سته وعشرين سنه، وينشر هنا بالتزامن مع الهلاك عدد مايو وموقع الحزق الوطنى وعدة مجلات دولية وده راجل
عمت مساءً يا جلالة العمدة قصدى يا فخامة الحاج
أهلا يا حبيبى مرحبتين منور العزبة
أعلم حجم مسئولياتكم ومشاغلكم وضيق وقتكم، ولكننى أطمع فى أن يكون الحديث أول حوار فكرى وثقافى معكم ، حول قضايا الفكر
والابداع والفنون ، وبعيدا عن السياسة
وليه يابنى بعيدا عن السياسة كله على كله زى ما المرحوم عدوية قالها زمان مفيش فرق بين سياسى وغير سياسى، أن هنا موحد كل حاجه مع غيرها فى بعضياتها يعنى، فالقضايا كلها متشابكة، وقضايا الاقتصاد والعلوم والفنون والسياسة مترابطة، وفكر الإنسان نتاج كل هذه الحاجات والمحتاجات التى تشكل - مع تأثيرات الواقع والممارسة والتجربة والحياة - ثقافة البشر ، فاسأل كما شئت وأهلا بك وبالهلاك
سيادة العمدة : أولا كل سنة وحضرتك طيب بمناسبة عيد ميلادكم ، واسمحوا لى بأن يكون سؤالى الأول عن ذكريات النشأة والتكوين .. القرية .. الأسرة .. سنوات الدراسة الابتدائية .. هل ذهبت إلى الكتاب؟ كيف انتقلت إلى المدينة ؟ ذكريات الطفولة والشباب ؟
كل سنة والعزبة وشعبها بخير .. ويسعدنى أن ألتقى من خلالك بقراء " الهلاك" ، فقد ساهمت فى ثقافة أجيال متعاقبة من الفلاحين الغلابة منذ صدورها .. بما فى ذلك الجيل الذى انتمى إليه .سخصياً
لاتزال ذكريات الطفولة فى "كفر عجيزة" تلازمنى إلى الآن .. كنا نسميها آنذاك "كفر فيينا" لأنها نجحت تماما فى القضاء على عدم المفهومية .. وكنا فخورين بذلك .. ولا زلت أتذكر كتاب الشيخ بعجر فى الكفر ، ثم التحاقة بنحو الأمية عشان اعرف اتطوع فى الداخلية وابقى غفير نامى أو بللوك كامين، الايام دكهية الله لا يرجعها كان النفر منينا يقعد ينتع فى الارض تجيب ايه يعنى اخرة الموسم، ولا حاجه قرصين جله على كوزين دره على إيشى شوية خضار على نيلة من دى وسباخ من ده ودومتم .. آنى كنت طموح ومتنور، قلت العلام هو الطريق والسبيل، فكنت أمشى على قدمى دى حافى ولابس الجلابية الدبلان ع اللحم من كفر عجيزه إلى محلة مرحوم فى طريق الذهاب ثم العودة من المدرسة حوالى 6 كيلومترات .. أذكر أننى تعلقت آنذاك برياضة الحكشه وكنت كابتن فريق المدرسة .. وجاء الانتقال إلى المدينة بعد أن التحقت بمركز تدريب الغفر عام 1927 ثم قسم المخبرين عام 1939
قالها بكل الحسم: القراية تنور وتزود مفهومية النفر
سيادة العمده : أثناء رحلة الدراسة الأولى .. كيف كانت اهتماماتكم بالقراءة ؟ وكيف كان تأثيرها على تشكيل شخصيتكم ؟
القراية كانت المصدر الأول للمعرفة .. قبل عصر التلافزيون ونانسى .. أتذكر "روايات الجيب" وآرسيم نوبيل وماظنطر وكابتن ماجد.. ومجلات "الرسابة" للمرحوم الدقاك و "السقافة" للمرحوم حمد أبو أمين .. كانت هذه الإصدارات فى مرحلة الصبا والشباب هى التى قدمت لجيلنا روائع الأدب العالمى .. وعرفتنا بشخصيات عظيمة مثل عليوه باشا ومصطفى أبو كامل وزغلول بيه وزكى جمعه والحاج الكبير رحمتو الله عليه، وكتاب عظماء كتير بس والله مافكرهم إسأل صفوا عقله دفتر ومابينساش وسهن
.
سيادة العمده : بهذه المناسبة .. يرى البعض أن الأجيال الجديدة لم تتعرف بالقدر الكافى على أعمال رواد العزبة ومفكريها العظماء رموز الفكر والأدب والثقافة ..ألا ترى جلالتك أهمية إعادة نشر إبداع هؤلاء الرواد وإتاحة أعمالهم لأجيال الشباب؟
اتفق معك تماما .. بس أوضح إن ماعندناش فكر ليه النفر يكون عنده فكر ويسهر الليل وتفضل الحجة تزن فى نافوخه إحنا مرتاحين وبنام متعشيين ليه بقى يجيلنا الفكر ده، أما النشر فماشى بس تنشرو الحاجات الحلوة اللى تنور اللى تقولكم عليها الحاجة ماهى خدت الابتدائية كانت اشطر منى والوله جمال برضه ده طلع من تانيه اعدادى يعنى مسكف
وابدأوا بأنفسكم فى دار الهلاك .. لماذا لاتعيدون طباعة الأعمال الأدبية والفكرية الناجحة فضلا عن الإصدارات الأخرى لسلسلة كتب "إفهم واستقرا" و "أعلاف العرب" وغيرها .. إصدارات فى طبعات شعبية تكون فى متناول الشباب بأسعار رخيصة .لمحاربة أفكار ولاد أبو عيسى والعيال الملاحيس بتوع الانطرنط اللى قال إيه جيل جديد، اسفوخس على الجيل الجديد لو كان بالشكل ده ناقص ومايعملشى حساب الكبير
العلام حلو بينور والكتب مهمه وزى مابتقولو الكتاب أجدع صديق
الحج يؤكد: توفير السقافة والفن لجميع اهل العزبة لنحو جهلهم
سيادة العمدة : على مدار رحلة الحياة .. نتوقف عند فنون الكلمة والصورة .. نعلم أنكم تشجعون الفنون والآداب وتقفون إلى جانب الكتاب والمفكرين والمثقفين .. هل وجدتم وقتا عبر مسيرة حياتكم للاستمتاع بفنون الرواية والشعر والمسرح والسينما والغناء والموسيقى ؟ ومن هو المفضل لديكم فى هذه المجالات؟ .
الفكر والثقافة والفنون والآداب تمثل ذاكرة الأوطان وتراثها وعماد نهضتها .. ولدينا فى العزبة الكثير مما نفخر ونباهى به من حملة الأقلام والمبدعين .. كنت فى مرحلة نحو الأمية معجبا بشعر أبا الحاج طنطاوى أبو دومه فارس السيف والقلم كان غفير وشاعر.. .. كنت حتى صرت قائدا للغفر اصطحب أسرتى لدور السينما والمسرح .. وتراجعت فرص الاستمتاع بهذه الفنون مع تحملى المسئولية .. أسعد من آن لآخر بالاستماع للست شفيقه ومشاهدة القناة التامنه بالتليفزيون وحكاوى القهاوى للست الله يرحمها سامية اسموكيه دى .
سيادة الحاج: نتابع جهودكم لتخفيف المركزية فى المجالين الاقتصادى والاستثمارى ولتعزيز اللامركزية على مستوى المحليات .. وعلى الرغم من ذلك فلا تزال هناك مركزية شديدة فى مجال الثروة الثقافية تتركز فى داير الناحية وشرم الحاج .. هل آن الأوان لتوزيع الثروة الثقافية على كل نواحى العزبة ؟
الله ده كلام حاقدين يا دقماق انت كده بتتكلم زى ولاد علوان والعيال بتوع الانطرنط، فز قوم جاك خابط عيل نتن
لا ياحاج مش قصدى والله آنى اقصد إنك يعنى تعطى كل فلاح من خيرك يعنى ويتنور زى مانت اتنورت
آه قول كده واعدل لاخنفك
هذا صحيح .. وتذكر أننى قلت فى كلمتى فى الدوار الاخضر اللى بثتها ع الهوا عبر الفضائية العزباوية الجديدة الشهر الماضى أن التحدى الأكبر أمامنا خلال المرحلة المقبلة هو الاستمرار فى تحقيق معدلات مرتفعة للاستثمار والنمو وإتاحة فرص العمل، والاهتمام فى ذات الوقت بتحقيق عدالة توزيع ثمار التنمية بين المحافظات .. وكان ذلك من وراء طرح حزمة الحوافز الاضافية لتشجيع الاستثمار فى الــ آنى مابعرفش افتكر الكام المجعلص ده خلى صفوان ابو شريف ولا جمال يملوك باقى الكلام المفتخر ديه
وافهم انت وهما إن آنى بابذل جهدا ضخما ومتواصلا للوصول بالثقافة لأبنائنا بفى شتى أنحاء العيزية .. خص الثقافة لعب دورا مهما لتحقيق ذلك .. ومبادرة الحاجة "القراية للكل" .. والتلافزيون يا حلاوة ياولاد.. هناك حركة نشطة لأعمال أدباء العزبة تتولاها الجماعة بتوع السقافة اللى دايرين ورا المصونة ..
ثروة العزبة الثقافية ـ كباقى ثرواتها ـ ملك لى ولأبنائى بس ما اعزش حاجه عن أهل العزبة دولم برضك أهلى وعزوتى ولا ينبغى أن تكون حكرا على أحفادى وأحفاد أحفادى .. ولابد أن تصل الثقافة بمختلف أنشطتها لكل مكان وآنىهامر بحناطير توصل السقافه للى عايزها فى بيته ومن غير أجرة توصيل
.
سيادة العمده : إيه رأيك فى جوايز موبيل. خدها كام نفر هنا م العزبة م المسقفين والسياسيين وغيرهم، كيف تنظرون إلى هذا الانجاز الكبير ؟ وكيف تفسرونه ؟
** أشعر ككل أبناء العزبة الابرار بالفخر والاعتزاز .. فهذه هى قيمة العزبة .. وهؤلاء هم أبناؤها .. العزبة هى مثال حى لعبقرية التاريخ الذى ولد على أرضها .. وعبقرية وستظل دائما غنية بأبنائها .بس اللى مش قادر افهمه هما ليه مادونيش الجايزة دى بتاع موبيل رغم انى جايب طوموبيل علاوله م اللى هوه ومليه زيت موبيل م الغالى
الحاج قارئا ومفكراً
سيادة العمدة : هل يمكن أن أسألكم عن الكتاب الذى تقرأونه الآن ؟
خلصت المطالعة الرشيدة من يويمن ودلوقت ماسك فى كتاب الحاج طرطر (الجاموسراتية للأشبال) .. قرولى ملخصه عند صدوره منذ بضعة أشهر ، وأعكف الآن على تهجى نسخة أهداها لى الحاج طرطر بذات نفسه
سيادة العمدة : بعد توقف لبضع سنوات .. أعدتم إحياء الإحتفال السنوى بعيد العلم منذ عام 2004 ، هناك من حصلوا على جوائز الحاج للتفوق منذ سنوات ويشكو من عدم حصوله على شهادات هذه الجوائز .. ليس لديهم ما يثبت حصولهم على هذه الجوائز ؟
أيوه فكرتنى بصح
من حق كل واحد خد جايزه يرجعها وقت ماهو عايز وياخد بدله أردب دره وتلاتين قرص جله ينفع بيهم بيته وعياله وفضوكم بقى من الكلام الفارغ ده، إنما تسلم الشهادة لهذه الجائزة مايضرناش يعنى.. ومكتب فاروج أبو حسنى ابن أخويا ودوارى مفتوح لتلقى هذه الشكاوى وحلها .
الحاج مبرزا فكره السكافى: مينفعش الحضارات تصطدم ببعضيها ولازمن تهدى شويه وتخلى بالها
سيادة العمدة : كيف ترون الانفتاح الثقافى فى صلته بحرية التعبير والإبداع كحق من حقوق الإنسان ؟ وكيف ترون صحافتنا الآن ؟ وما رأيكم فى الجدل الدائر حول حوار الحضارات والأديان أو صدامها ؟
** الرأى رأى الأكابر يا دقماق والأدب يقول إن التعبير حق بس يكون بالحسنى يعنى ومايجرحش فى الخلق حاكم البلد دايره فيها شوطه طولة اللسان من ساعة ما قولنا يا جاموسراتية. أما حكوم الإنسان دى فآنى أول نفر طبقها فى العزب كلاتها وإسأل حبقه العوطلى، طول عمرى أقول كل حق يقابله التزام ، وحريتى تقف عند حدود حرية الآخرين يعنى غفير ضربك تقف وتعظم له لإن ده بيمثل العمدة وتقف كده عند حدودك.. ومن الأنانية أن ننشغل بممارسة حقوقنا وحرياتنا دون الالتفات لالتزاماتنا تجاه الآخرين وتجاه المجتمع وولاة الأمر اللى هما آنى،
كمل يا حاج صفوان ومليه الكلمتين الباقيين لاحسن نفسى انقطع م الكلام
اكتب يا دقماق ينطبق ذلك على الانفتاح الثقافى وحرية الإبداع .. فهى مكفولة للجميع شريطة ألا تتجاهل خصوصيات مجتمعنا وموروثه الدينى والثقافى .. فهذا ما حدث عندما غضبنا لما اعتبرناه مسيئا لمقدساتنا ، واعتبره آخرون من خارج منطقتنا حقا أصيلا فى ممارسة حرية التعبير والإبداع .. أما عن الجدل الدائر حول حوار الحضارات والأديان .. فنحن فى حاجة لحوار حقيقى يلتقى حول القيم المشتركة للانسانية، يقوم على قبول الآخر والتكافؤ والاحترام المتبادل ، ويسعى لتحقيق المصالح المشتركة .. لأن نظريات صدام الحضارات تعبر فى حقيقة الأمر عن صدام فى المصالح.
حاسب يا حاج صفوان
مافيش اصطدام حضارات ببعضياتها ولا حاجه ده كلام فارغ اللى يخبط يخبط المهم انت تمشى فى حالك وتسيب الحضارات دى فى حالها والكل يعيش انما تصطدمو ليه وتكسروا الرفارف بتاعة بعض
كمل يا صفوان قول لدقماق بقية الكلام
الصحافة فى بلدنا الآن تعكس حركة وحيوية المجتمع .. البعض يسىء ممارسة حرية الرأى والتعبير .. وينظر لكل ما يجرى على أرض مصر من وراء منظار أسود .. ولكن العمل الصحفى يزخر بالعديد من الكتاب الجادين الذين يلتزمون الموضوعية وسلامة القصد وشرف المهنة وقواعدها .. والقارىء من ابناء العزبة ذكى ويستطيع أن يميز بين هذا وذاك ,بيحترم الحاج فوق كل حاجة ولا يرضاش عليه العيبة ابدا بتاتا الفته
سيادة العمدة : ونحن نهنئكم بعيد ميلادكم بعد أيام قليلة .. وبعد هذه الرحلة الطويلة من العطاء للعزبة وبأفراح الانجال .. كيف ترون هذه الرحلة ؟ وماذا تقولون لشباب العيزية ؟
كانت رحلة شاقة .. ولا تزال .. أعتز بسنوات طويلة قضيتها بين صفوف الغفر .. أستعيد ذكريات ما خضناه من ملاحقة للاشقياء والخارجين عن القانون وحرامية البهايم .. وأحمد الله على رعايته وتوفيقه منذ تحملى المسئولية غفيرا ثم شيخ غفر ثم قفزى للدوار وأخدى للعمودية بنزاهة واقتدار ورجوله ..
فلقد مررنا بمراحل متعاقبة وواجهنا صعابا وتحديات عديدة فى الداخل والخارج .. شاءت الأقدار أن أتحمل المسئولية فى ظروف صعبة .. وكانت عناية الله معى ومع العزبة على الدوام .. فحققنا معا إنجازات عديدة .. ولا نزال على الطريق لسنين جايه بس ادعولى بطولة العمر وان أمر الله نفذ آدينى سايبكم فى يد أمينه جمال بيه ابنى ووريثى اللى واخد منى النباهة والمفهومية
أقول لشباب العزبة إنتم أملنا فى الحاضر والمستقبل .. أقول لهم إن العزبة غنية ويمكن انتم مش حاسين بغناها بس آنى حاسس .. انتم ثروتى الحقيقية .. وإن مستقبل الأوطان يظل فى أيدى شبابها خصوصا جمال ابنى، وليس فى أيدى الحظوظ أو المصادفات وولاد الكلاب وأكرر مفيش مكان عنى لولاد الكلب
فخامة الحاج : نشكر لكم تكريمنا بهذا الحوار الخاص .وهات إيدك أبوسها